دعاش

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دعاش

ثقافى إجتماعى


    رواية البحيره الفصل الثانى

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 29
    نقاط : 88
    تاريخ التسجيل : 04/04/2010

    رواية البحيره الفصل الثانى Empty رواية البحيره الفصل الثانى

    مُساهمة  Admin الإثنين أبريل 12, 2010 3:47 am

    ليس سهلا أن تولد في مجتمع يخاف على المرأة ويخشى عليها ولا يثق بها، مجتمع يعتبر المرأة هشة سهلة التصدع والانجراف، مجتمع لا يراها كإنسان مثل الرجل.. مع إنه ليس بأكثر حصانة وتدبير.. بل لو يعلم الرجال برأي النساء بهم ' إنهم لا يحسنون التدبير وتملؤهم اللامبالاة ويغمرهم الكسل، ولا يجيدون التصرف ويتحكم بهم الغضب والتوتر والمزاجية ، من هنا تدير النسوة البيوت ويعددن الميزانيات ويتولين امور أبنائهن وتربيتهم ومشاكلهم وفوق كل ذلك يتحملن نزوات رجالهن ثم بعد ذلك تكون المرأة من يخاف عليها ولايثق بحسن خياراتها وتكون العورة في اسرتها..!!المرأة والرجل كل منهما بشر. وهذا البشر به الصالح والطالح، العاقل والسفيه، الصالح والمنحرف، الضال والمهتدي، الخير والشرير.. وهذا المجتمع مكون منهما الأثنين ومن ذريتهما، حتى الذرية ليس لها دخل كبير بتأثير ابويها ولا يمكن ان ندمغ انساناً بتاريخ أبيه، فليس شرطا أن يكون ابن المنحرف مجرما بل قد يكون أفضل من ابناء تربويين افنوا عمرهم في الإصلاح والتهذيب،ومع إن هذا المجتمع تربى الى الستين سنة الماضية على أن تكون لنسائه معاملة خاصة تكرم فيها المرأة بأن تكون الأم المسيطرة في المنزل والمتحكمة بالأبناء والأحفاد وزوجاتهم وذرياتهم، المرأة القوية التي تحكم بالمنزل وينحني لرأيها الابن رب العائلة وابناؤه وذريتهم ما دامت على قيد الحياة،إلا إن هذه الصورة انتهت عندما تغيرت النظرة الى المرأة ولم تعد الأم المبجلة التي يعمل لرأيها أي حساب، بل اصبحت الضعيفة الجاهلة التي لا تعرف شيئا امام زوجها وأبنائها المتعلمين الذين يفرضون عليها معتقداتهم وعليها القبول لأن ليس لديها معيل. فإن رفضت عيشة الذل والمهانة، اين ستذهب وليس لديها كفاف يومها وهي تحت رحمة غيرها. والرجال بشر وككل البشر إن لم يكن هناك ما يعادل قوته ويوازنها فإنه يطغى ويغيرعلى الأضعف منه بلا هوادة ولا رحمة. حتى القوانين والقيم صنعها هؤلاء الرجال وبما يتوافق مع مصالحهم مما ادى إلى انكسار النساء وانزوائهن واصبحن يرددن المثل.. ظل راجل ولا ظل حيطة والتداري وراء ستار اي رجل ولوكان مغيبا، مخمورا، ضائعا، غائبا معظم الأحيان ولكنه يحمل اسم رجل، لقد بتن يختبئن وراء الأسماء،وجاءت المرحلة الثالثة عندما تعلمت المرأة ولم يعتقد الناس بأن تعليمها سيكون سلاحها الفاعل الذي حملها بسحابة الثقة الى مرتبة الكرامة والاحترام. كلما تعلمت المرأة كلما انقشعت الظلمات التي حاكها الرجال حولها على مر العصور لتكتشف ان لديها يدين يمكن ان يعملا كالرجال، وعيوناً يمكن ان ترى ما يرونه والأهم عقول تستطيع استيعاب ما كانوا ينفردون به. وكانت المفاجأة إنهن برعن اكثر في الدراسة والعلوم، فالمتفوقات في الثانوية العامة اكتسح عددهن الشباب ورويدا رويدا بدأ عددهن بالتزايد وعدد الشباب بالنقصان والتسرب حتى من المدارس الابتدائية،انقلبت المعادلة واشتغلت المرأة وفتحت البيوت وعمرتها. هذه المرأة التي تم دوسها وكسرها وتقييدها وتجاوزها وتحويل قدراتها العقلية للثرثرة والنميمة والشجار والغيرة وتدبير المكائد للضرات والجارات والحموات الى انسانة منتجة وتربوية وصالحة ومورد اقتصادي رفع عائلتها وحقق لها الاستقرار المادي،ووعي المرأة ونضوجها العلمي والاقتصادي ادى الى رقيها الفكري وبدأ اتجاهها للتوعية الدينية، ولا يمكن لأي كان ان يقول ان المرأة كانت لعقود قليلة ماضية افضل منها اليوم، حتى في المجتمعات العربية فمنذ الأربعينات كانت المرأة كماً مهملاً، وفي الستينات كانت ثورتها فقط في ارتداء البكيني والميني جوب وما شابهه وكانت فترة ضياع للجيل كله من رجال ونساء،اما الفترة الحالية فقد وجد الوعي الفكري الذي اتخذ السمة الدينية كرداء له، ولكن على حسب من يتعامل مع هذا البساط الروحي، فهناك فئة تحكم اغلاقه عليها حتى تختنق ' وهناك فئة تتعامل معه بوعي وفهم وتعمق حسب المرحلة التي تعيشها والمعطيات التي تملكها لتكون ارضيته التي يتنفس بها لا التي يختنق بين طياتها،نشأت سارة في المرحلة الثانية التي بدأ المجتمع فيها يستيقظ بكسل ويتمطى بلا اهتمام لمواصلة تعليم بناتهن الجامعي. افتتحت الجامعة بالفعل ودخلتها الطالبات، وقد عملت بعضهن قبلا بشكل محدود في مدارس البلاد المتفرقة كمدرسات خريجات الثانوية العامة، ولكن الى الآن لم يظهر تأثيرهن وما يمكن ان يحققنه في المجتمع من تغيير وثورة حققت لهن التوازن المطلوب واظهرت امكانياتهن الفعلية.
    وعندما تخرجت كان المجتمع اكثر وعيا وتدبيرا، فقد سبقتها افواج الخريجات من الجامعة وبدأ المجتمع يجني خير مشاركة نصفه الآخر في العمل وخصوصا الأسر المتوسطة الحال التي اصبحت نساؤها العاملات عمودها الفقري المنتج،ورغم إن العمل في المجال الإعلامي كان مفتوحا لعمل المرأة المواطنة إلا ان بقية القطاعات مغلقة في وجهها، وكان وجود حتى المرأة المراجعة لمصالحها وليس لديها رجل تعتمد عليه غريبا وشاذا في هذه الأروقة، وحتى ولوكانت إدارة المرور التي تسمح للمرأة بقيادة السيارة ولكن لا تهيىء لها طاقم الموظفين المعد لاستقبالها في تلك الفترة، ولا يشعرها بأنها قد هبطت في كوكب رجالي تعتبر المرأة فيه كائناً لا تفسير منطقي له..!
    لذلك كان تمسك سارة بالعمل كمهندسة في مؤسسة صناعية في وقت لا يتقبل فيه المجتمع عمل المرأة العاملة إلا تحت مظلة التدريس بينما على الراغبات بمجالات اخرى تدبر امورهن وتحمل النظرات والتأويلات التي تسكبها النفوس حسب كل إناء بما فيه ينضح ..!!! كان اصرارها يدور في منطقة ملغومة بالمخاطر الاجتماعية ونظرة الناس وكذلك موقف المؤسسة نفسه الرافض للفكرة اساسا حسب ما يحاول الموظفون الكبار التلويح به بتعصب وغضب.. ولكن لا يمكنها التنفس إلا من خلال هذا الحلم، ولا يهمها رأي الناس وليشربوا من البحر ما دامت لا ترتكب منكرا ولا تخالف عقيدة، وإن ايمانها لأكبر من ان تستمع للغو العجائز اوتنمر المسئولين بلا حق يقنعها ويسرد الوقائع بمنطق واتزان.

    الرابع

    ( ظلال على الحلم)

    كان الانتظار مقيتا وثقيلا وممضا لأنه يحمل اشارات كثيرة قد تغير حياتها لشيء لا ترغبه ولا تريده، ولكن المفاجأة التي عنت الكثير لها والفجيعة لإدارة شئون الموظفين هي قبولها وفتح الباب امام الكفاءات النسائية الأخرى الراغبة بالعمل وتشجيعها وعدم رفض طلبات المتقدمات المؤهلات لأنهن فقط نساء.. !! لقد كان موقف الوزير عند حسن ظنها وكما توقعته ويتوافق مع احساسها الداخلي. هذا الحدس العجيب الذي اخذ يتطور داخلها ويشعرها بالأحداث والأمور من خلال احساسها بأرواح الآخرين. ولكن خيبة الأمل جاءت في عدم تقدم اكثر من معظم المتحمسات اللواتي شاركن ووقعن على رسائل الاحتجاج وطالبن بحقهن بالعمل المشترك متعللات برفض عائلاتهن للعمل المختلط. وقد شكت سارة في محاولتهن اصلا لإقناع ذويهن. لقد لاذت معظمهن بمظلة النظرة الاجتماعية، ولم يملكن الجرأة لكي يخرجن منها ويعرضن انفسهن لنظرة الآخرين ولأنهن طمعن بزيجات مرتبة مع عائلات لا توافق مطلقا على اختيار فتاة تملك حرية اتخاذ القرار وتتمسك باستقلالية الرأي بل انهن سعين لقبولهن كمعيدات حيث كان يمنحهن ذلك نوعا من الوجاهة الاجتماعية امام محيطهن. وكانت المتقدمات معها جلهن من العربيات الوافدات وقد شكلن معا فريقا مذهلا لم تر المؤسسة مثله.. !! فهؤلاء الفتيات من خيرة الخريجات المكافحات اللاتي لا يعني لهن العمل مكتبا وثرثرة وادوات مكتبية، كان العمل بالنسبة اليهن تحديا لإثبات قدراتهن امام انفسهن اولا ثم لرؤسائهن ، كان التزاما ومسئولية،ولقد توقفت تعليمات سلطان عند الموافقة على تعيينهن فقط ولم تمتد لتشمل وضعهن في الأماكن المناسبة لهن اومتابعة هذه الإجراءات. مما حدا بالمؤسسة الى توزيعهن بشكل عشوائي على أقسام إداراتها المختلفة.. وقد تم الأمر بتوزيع كشوف اسمائهن وسؤال الأقسام من يريد تعيين موظفات جديدات..؟؟
    وكان نصيب سارة في قسم يرأسه موظف اراد التميز بين الأقسام الأخرى وتزيين مكتبه بحلية انثوية رقيقة، ولم يتوقع أن تكون الموظفة المرأة نشيطة ومعطاءة ومتحمسة ومنافسة.. . وهنا بدأ الفصل الأول من حياة سارة الوظيفية،ها قد توظفت في المؤسسة التي كافحت للعمل فيها، وها هي تحقق الحلم.. ولكنه كان اشبه بكابوس.. !! كانت متحمسة ونشيطة تتدفق الأفكار والخطط من رأسها لتطوير القسم وتحديد وظائفه على الرغم من خبرتها التي تكاد تكون صفرا في مجال العمل، لتصدم بحقيقة رهيبة إنه لا يوجد سوى اطار ضعيف لشيء اسمه عمل. بل إن القسم يؤدى شيئا واحدا لا غيره، وهوتسجيل المواد التي يتم طلبها واستيرادها.. وتساءلت سارة اليس من المفروض أن يكون عمل القسم تنفيذيا وهومعاينة هذه المواد وفحصها ومعرفة دقة النسب المستخدمة في الخطط التي تقوم الوزارة بتنفيذها. وأليس التسجيل بالوارد والصادر من عمل الشئون الإدارية وقسم الأرشيف..؟؟ ولكن رئيس القسم لم يكن مهندسا ولم يدخل مختبرا في حياته ولا يفقه كنه هذه الأشياء والمواد والتي يطلب من موظفيه تسجيلها. بينما كانت هناك معامل علاها الغبار وربما الصدأ تم طلبها ولم تستخدم اطلاقا وعندما تساءلت اجابها احد زملائها الموظفين بما افقدها ثقتها بنزاهة المكان.. وما يهمهم بأن يستخدمها احد.. انظري ما الشركة المستفيدة بجلبها ورسوالمناقصة عليها.. !! بدأت الأمور تفقد رومانسيتها وحماسها وتسقط مجروحة من عل. إنها ليست كما تصورت.. إنها ليست كما تصورت.! لا تدري سارة على من تصب جام غضبها واستيائها.. أعلى رئيسها في القسم الذي يغار من الموظفين النشيطين الذين يذكرونه بعجزه وتقصيره وعدم اهليته وفهمه، ويكره محاولاتهم لتحفيزه لأداء المزيد من العمل فيحاول عرقلة عملهم مثلما يفعل معها، ويستخدم الحرب النفسية لتطفيشها من القسم بعدما رأى أنها تعريه بشكل كامل وتكشف فقر القسم وخوائه.. أو أن تفقد الثقة بالمؤسسة ككل وهي تعج بأقسام لا تعمل حتى بأقل طاقتها، ولا تؤدي الواجبات المنوطة بها بل ان معظمها لا تعرف اهدافها وخصائصها، وتزدحم بكم هائل من الموظفين الذين لا يؤدون عملا محددا. وكان ذلك جريمة شنعاء بنظر سارة.. كيف يحدث هذا في مؤسسة صناعية تتعامل مع العلم والنظريات والوقائع المجردة..؟؟ وهل يعقل أن تذهب للعمل كل صباح لتؤدي لا شيء.. بل تموت بقهرها من رئيسها الذي يلجمها من محاولة اي عمل بكلمته الشهيرة.. إن هذا ليس من اختصاص قسمنا.. !!
    وجاء اليوم الذي صرخت سارة فيه بتحد واستهزاء.. وما هي اختصاصات قسمنا..؟؟ لو اردت الحق إن ذلك من صميم اختصاصاتنا وعليك تحريك هذه المعامل وتشغيلها.. اننا عقول متعلمة ولن نرضى بهذا المكان المنسي. وإذا كنت غير مؤهل لفهم عمل المعامل يمكنك الاستعانة بأحد ليقوم بذلك،وكان رئيس القسم يعلم إن لا احد مؤهلاً لذلك غير سارة حيث إن معظم الموظفين المواطنين لم يكملوا دراستهم الجامعية اصلا فكيف بالهندسة اوالعلوم والموظفين الوافدين الآخرين الذين يحملون شهادات علمية كانوا يدركون بأن تغيير الأوضاع إذا تمت لن تتم في قسمهم وحده بل ستؤثر على الأقسام الأخرى فأعمالهم متداخلة وكلها تدور في حلقة واحدة لا يمكن أن يحدث تغيير هنا إن لم ينتقل صداه هناك. وسيكون للتطوير غاضبون من المستفيدين الرابضين على كراسي التخلف والمصالح. لذلك كانوا ضد مناوشة الإدارة واثارة زوابع التطوير فلم يرغبوا بإيقاظ الشياطين النائمة مع إنهم كانوا معجبين بسارة وحماسها وتعبيرها عن رغبة كل موظف مخلص في عمله ولوطنه،كان لهذا الجو المشحون بعدم الرضا من جانب سارة والغيرة والكراهية المبطنة من جانب رئيس القسم نهاية بانتقال سارة من القسم الى قسم آخر لا يقل فوضوية وإن تحلى رئيسه بالكياسة والتهذيب،هذا آخرتها.. !! بعد كل الحرب والشد والعداوة مع ادارة الجامعة وفقد الوظيفة اللامعة وفرصة تكملة الدراسة والمستقبل العلمي كدكتورة في الجامعة يكون مصيرك مع الذي يسوى والذي لا يسوى..؟؟
    كانت عبارات شقيقتها وضحة التهكمية والتحريضية تشعل النار في صدر سارة وتكاد تهشم ما رسمته سنوات في ذهنها، ولكنها لن تستسلم وستتابع الحرب ولن تترك البيروقراطية تهزمها.
    مر عامان من الهدوء الذي يخزن بوادر العاصفة، فلم تكن سارة راضية بالهمود الذي تحياه والدوام بدون عمل الذي يقتل الموظفين ويدمغهم بالسلبية والعقم وعلى الرغم من قدرتهم على العطاء بتفاوت طبعا على حسب قدرة كل انسان منهم،كانت سارة ترقب الموظفين وهم يتهربون من الدوام اويقتلونه بالثرثرة والإشاعات، وتلمح شعورهم بالضيق والعجز من هذه الحياة. ترى الهدوء والبلادة اللذين يلفان المكان بشكل بليد وخانق وقد استطاع اسلوب العمل اقناعهم بأنهم فاشلون وإن لا مهارات لديهم، وان الوظيفة مجرد ضمان اجتماعي من الدولة. كالابن العاجز الفاشل الذي لا يجيد مهنة اوحرفة ما ويعيش على اعالة والده آخر كل شهر.. !!! إذا كانت هي امرأة يقتلها هذا الشعور بالعجز وتشعر بالتقصير مع أنها تتشوق لتكليفها بمهمة ما، فكيف بالرجال الذين يجردون من احساسهم على الخلق والتحدي والبذل. ويحلم كل واحد منهم بأن يكون منتجا ومعطاء. كل شخص هنا يمكن ان يعطي في وظيفة ما وفي مكان ما ويمكن ان تكون بينهم طاقات جبارة من العطاء.. ربما لا يعرفون انفسهم انهم يملكونها ولكن من سينتبه اليهم ومن سيهمه امرهم، إذا كان مستقبل المؤسسة ومصيرها لا يؤرق احداً لأنه لوكان هناك اهتمام بذلك فإن اول محور سيتم التركيز عليه هو هذه القوة البشرية التي يتم تدميرها.
    كان المسئولون يهتمون بأنفسهم ومصالحهم وكراسيهم وكيفية الحفاظ عليها ولم يكن بين الطموحات حرصهم على زيادة الإنتاج وتشغيل المؤسسة الى طاقتها القصوى. إن المرعب قدرتهم على استهلاك الميزانية وليس الى رفد خزانة الدولة بعائدات تأتي كنتيجة لجهد هؤلاء العاملين الذين يشرفهم ان يأكلوا من عرق جبينهم ويقدموا دفعة صغيرة لبناء وطنهم.
    هل غير هذا نظرتها الى سلطان وهو رئيس المؤسسة..؟؟ ربما يدعي الإنسان انه محايد ومنطقي ويستطيع الحكم بنزاهة ولوعلى اقرب المقربين اليه لكن هناك حتما اموراً يجهلها عن نفسه والآخرين. لذلك ظل سلطان في نظر سارة عجينة مختلفة عن غيره من المسئولين، وإنه لا يعلم بما يجري حوله ولوكان فالوضع لن يرضيه بل اعتبرته ضحية اهمالهم وتكالبهم على الأمور، واتهمتهم بتشويه الحقائق لنيل الحظوة لديه.
    وجاءتها الفرصة لتكون في موقع المسئولية نوعا ما بهدوء ودون تخطيط واعداد عندما انتقل رئيس القسم الى وظيفة اخرى في وزارة الخارجية لعلها تمنحه الكثير من الثقة بالنفس والقدرة على تحقيق ذاته، وعدم حبسها في وظيفة بدون صلاحيات. وبهدوء بدأت سارة عملية التغييرات في قسمها. كانت مثلها مثل غيرها مجرد موظفة بدون صلاحيات تميزها عن غيرها.. ولكن بشيء من الجرأة والثقة بالنفس وسلامة التصرف بدأت تطلب تصليح المعامل الموجودة وتلح في الضغط على عمال الصيانة بالحضور وتحرض موظفي القسم الإداري بالعمل والمتابعة والقسم الفني بتزويدهم ببعض العينات للمراجعة وبدأت تظهر نتائج ايجابية وملموسة لعمل القسم.. وانخرط في العمل موظفون من هنا وهناك فرحوا فقط بالاعتراف بهم كموظفين عندما تطلب منهم شيئا اوتكلفهم بأداء شيء. ودبت العدوى شيئا فشيئا في الأقسام حولها لتتناسب مع متطلبات قسمها لتعدل الأوضاع من حولها وتساعد على اكتمال دائرة العمل . بدأ نوع من التغيير والتطوير في المكان بدون ضجيج اوادعاء عمل اوتظاهر بشيء. كالماء السلسبيل عندما يتدفق بسلاسة بين الجداول. لا يتدفق كالفيضان فيغرق ما حواليه ويفسد الزرع والضرع وليس شحيحا ينزل بالقطارة ويقتل من حوله ظمأ وجفافا.
    مرت الأيام والأشهر وسنة تلوالأخرى واستطاعت سارة تحقيق المعجزة. اسلوب اداري يعمل بصمت ويحقق انتاجاً ملموساً للمؤسسة. لم يكن سهلا على سارة خلق كيان جديد من اشياء متناثرة، وتجميع شتات معطيات ضعيفة إلا انها باخلاصها ورغبتها الحقيقية بالنجاح والإضافة احيت ما كان ميتا، وبعد عامين من العمل المتواصل والتجارب الحثيثة والدراسات الذاتية كان للقسم معمله الخاص الذي تعتمد عليه المعامل المنتجة في الإدارة، وكان لتحليلاته وتقاريره دور رئيسي في المشاريع التي تعقدها المؤسسة.
    ولأن الأوضاع لا تتغير ولا تتم التغييرات الإدارية بحسب نشاط الموظف أوجهده ولأن الأوضاع تترك للمقادير فعلى الرغم من أنه لم يكن هاجس سارة الترقية بعد المجهود الذي بذلته وإن كان يعني لها لوحدث الكثير لأنه ترجمة لتقدير الوزارة والمسئولين عنها إلا إنها كانت ستظل مكانها لولم يتدخل القدر.
    وهل مصادفة أن يكون من سلطان.. من الوزير نفسه.. !!
    ربما يكون ذلك طبيعيا عندما تكون المركزية بيد المسئول حتى فيما يتعلق بالموظفين الصغار، ولكنها وجدت فيها إشارة الى إنه يحمل لها معزة خاصة تختلف عن جميع الموظفين، وإنه لم ينس هذه الطالبة المشاكسة التي غيرت نظام التوظيف بعنادها وصلابتها وتمردها على الأوضاع السائدة، وإنه يعرف بأخبارها، ولم تبح بهذا الإحساس لأحد لأنه مجرد شعور لا تملك الدليل عليه وحتى لا تواجه كونه مجرد وهم وسراب.
    اليس المفروض أن تكون ترقيتها من مدير الإدارة الذي يعلم من دون غيره بصفته المسئول المباشر عنها بغياب رئيس القسم مدى جهدها في القسم الذي خلا من رئيسه لمدة عامين..؟؟ ولماذا يحرمها من حق طبيعي لها اكتسبته بجهدها ولم تطلب منحه اياها كمعروف أوعطية..؟؟ وهل كان يريد ان يعين احد المحسوبين عليه أم انه لا يريد ان يعطيها شرعية كرئيسة له خوفا من زيادة نشاطها.. الم يقل لأحدهم.. يجب أن نكون حذرين معها ومراقبة كل ما تطلب وتخطط.. لا نريدها ان تتمادى وتوقع الإدارة في مشاكل مع الوزارة.
    بعدها بسنوات وعندما تتذكر سارة معاملة مديرها السابق لها، تجد له بعض الأعذار. أنها تفكر بعقليتها وشخصيتها وهي مندفعة لا يهمها النتائج ما دامت تحقق اهدافها التي تؤمن بأنها للصالح العام بينما هولا يملك شجاعتها ولاتهورها ولاقناعتها، إنه يخاف من غضب الوزير والمسئولين عليه ويشتري رضاءهم بأي ثمن حتى ولوكان كرامته، وهوطموح يتخيل نفسه في مناصب اكبر واكبر ولا يود ان يشوه احد ملفاته. بينما لم يهمها المنصب يوما بقدر استطاعتها تغيير شيء ما وزحزحته لتحقيق الصالح العام. لذلك كان خائفا من حركتها التصحيحية وظن إنها ستغضب رؤساءه. ولأنه لا يملك الحجة لمنعها ولا يستطيع ان يجهر برأيه للموظفين بعدم مساعدتها وهي تطلب ما هوالمفروض اداؤه في العمل، فإنه اراد ان يكون الأمر داخليا وكأنه اجراء عادي لا يرى ولا يحس ولا يرقى الى منزلة الاعتراف به لذلك تغاضى عن تعيين مسئول عن القسم لا يهم كم كانت مختلفة عن غيرها أومعطاءة أوكفؤة فلا توجد جهة تقيم الموظف بالتركيز عليه وبعثه للخارج إذا لزم الأمر وخصوصا في تخصصاتهم العلمية لاكتساب المزيد من المهارات وتوليته مركزا وظيفيا يطلق قدراته الكامنة. ولأن الاختيار للمراكز العليا لا يرتكز بتاتا على مهارات الشخص ومؤهلاته بقدر موقعه الشخصي بمعنى هل هو من اسرة ذات نفوذ يتم ترضيتها بتوظيف احد أبنائها اوشخص يمكن الوثوق به وتمرير الأمور عبره دون أن يملك الاعتراض أوالاحتجاج وكذلك ليس كونه امرأة، ولكن الإنصاف جاءها بدون توقع من سلطان وإن كانت قد تفاجأت بالأمر إلا إن هناك جانبا في صدرها يهمس لها ،الم اقل لك دوما. هناك رابط بينكما اسمه الإحساس،كيف عرف عنها، كيف انصفها، كيف اعترف بوجودها، كيف منحها الثقة للاستمرار والمواصلة. إنها تحس به موجوداً حولها كالهواء الذي تتنفسه، كان يكفيها ان روحه تهيمن على المؤسسة.. !! لا يهم ان تراه ما دامت تحس بوجوده في كل انجاز تحققه ونجاح تحرزه. وما دامت تصلها تعليقات متناثرة هنا وهناك عن ثنائه على التطورات الملموسة التي حصلت في قسمها بالذات، وإن الدعم الذي حصلت عليه بالاهتمام بمتطلبات القسم انما جاءت بتعليمات شخصية منه، وإنه لولاه لضاعت جهودها وتجمدت وكانت كمن تؤذن بخرابة وخصوصا وسط جماعة لا تعي الدور الذي تقوم به ولا يهمها الجهد المبذول.. !!

    الخامس

    ( بيت العذل )

    انتقل والد سارة الى بيته الجديد بالقرب من بيت ابنه عبدالرحمن الذي استقل عن العائلة بعد إن كان يقيم معها مع اطفاله وزوجته. أما غانم فقد انتقل بعد زواجه مباشرة الذي تم من عامين الى بيت بالإيجار يملكه والد زوجته لتكون عروسه بقرب ذويها في منطقة الريان. أما حسن فقد تخرج منذ عام ونصف وسرعان ما كتب كتابه على ابنة عمته التي كان معجبا بها منذ زمن بعيد وكانت تبادله الإعجاب، وكان محظوظا حيث حصل على فيلا جميلة عن طريق الإسكان الحكومي وبدأ بملاحقة معاملة سكن كبار الموظفين وبدأوا في المنزل يعدون لحفلة الزفاف.
    لم يعجب هذا الترتيب والدتهم التي كان كثيرا عليها زواج الشباب وخصوصا الأصغر وبقاء البنت الأكبر بدون زواج.. ! في البداية لم يعطها احد الاهتمام الكافي والأمور تأخذ مجراها بالتطور الطبيعي لمسارها، حيث تتيسر يوما وتتعقد اياما ولكن بعد انتقال الأبناء لبيوتهم المنفصلة وتأسيس اسرهم، أخذ موضوع عدم زواج سارة يتبلور كقضية نجحت الأم في شغل بال أبنائها فيها واستطاعت نقل الإحساس بالقلق منها،وليس معنى ذلك بأن لا أحد تقدم لسارة.. كان الخاطب الأول لها ابن خالتها ولم يكن خاطبا عاديا بل كان يحبها ولكنها لم تكن تفهم معنى الحب فقد كانت مراهقة في المرحلة الإعدادية، وكان شابا ناضجا في عمر شقيقها عبدالرحمن. وقد كان واضحا في إظهار مشاعره امام العائلة بأكملها كأنه يريد منهم التأييد والضغط على هذه المهرة العنيدة التي تناكفه وتناقشه وتسخر ببرود عجيب من مشاعره. لقد نشأت على أن حب ابن خالتها حق طبيعي لها يمدها بالأهتمام ويسمح لها بالرفض والتمنع والتعالي والشعور بأنها محبوبة بدون التزام من قبلها. ولم تكن تشعر بعذابه وقلقه وتفكيره وخيبة امله عندما انتظرها حتى نهاية المرحلة الثانوية لتوافق على الزواج حيث صدته بعجرفة ولا مبالاة،لم تدرك يومها كم كان ناصر يحبها وكم كانت تؤذيه ردودها وتعاليها وعدم منحه الأمل الذي ينتظره. كأنها بلا قلب ولكنها كانت تجهل بأنها كانت تغرس سكينا حادة في قلبه، لم تكن تعرف بأنه احبها بصدق ولم يتوقع ابدا بحكم القرابة بينهما ان ترفضه، لم تفهم معنى الحب والمشاعر والأحاسيس على الأطلاق.. !!
    كانت مراهقة نزقة مندفعة لها فلسفتها العجيبة بضرورة اصلاح الكون وتغييره. كانت احلامها لا تتضمن امنيات البنات اللاتي في سنها ثوب الزفاف الأبيض والطرحة والعريس الرومانسي.. !!
    كانت ثائرة وغاضبة ومحتدة وتفكر بوضع فروق ملحوظة في حياة بنات جنسها.. !!
    كانت ترفض ان تكرر مصير امها اوشقيقتها الكبرى وضحة التي تزوجت دون انهاء دراستها الثانوية فقط لأنها يجب ان تتزوج كأن الزواج لا يمكنه الانتظار وإنه لا قيمة للمرأة بدون زوج واطفال، وكانت لا تفهم كيف يتجاهلون قيمة التعليم وضرورة خلق كيان المرأة ككائن بحد ذاته لا علاقة له بالزواج والأولاد..!! كانت تخشى هذا المصير وتهرب منه ولا تريد الوقوع بفخه ولم تسمح لناصر بأن يقضي على آمالها، ويضمها الى القطيع. وحاربت امها بكل قواها وهي تضغط عليها وتخوفها من مصير مظلم كعانس وكيف تفرط بشاب له مستقبل وفوق ذلك يحبها ويدلعها ويحافظ عليها،ولكنها لن تكون ابدا مجرد ربة بيت، مثل امها وجدتها وخالاتها وعماتها، كانت تبحث عن تحقيق ذاتها بعيدا عن نموذج المرأة السلبي الخاضع الذي تنضوي تحته نساء العائلة. كانت تتبع صوتا داخليا يضيء لها الطريق ويوضح الآفاق امامها وكانت لا تؤدي سوى ما يمليه عليها احساسها وكان يرفض الزواج بمثل هذا الأسلوب بل إنها لا تريد الزواج اصلا ما دام سيقيدها ويقف في وجه طموحها ودورها الحقيقي في الحياة. ولم تتردد في لحظة ما عن اتخاذ القرار واعلانه برفض الزواج وقد كانت معجونة منه ويمثلها ولم تقتنع بما تقول امها ولم يهمها ناصر عندما أزف اليها خبر خطوبته لابنة عمه، ولم تخامرها الغيرة اويلفها الحزن بل كأن الموضوع لا يعنيها،وهي في الجامعة جاءها خطاب آخرون حاولت والدتها ارغامها على قبول احدهم ربما قهرا من فقدان ناصر واسلوبا عصبيا للتعبير عن قلقها لئلا يفوتها القطار على حد تعبيرها بينما لم تزل في العشرين من عمرها...! كانت سارة متضايقة من تفكير والدتها وكثيرا ما تدخل معها في مشادات لا تنتهي الا بتمسك كل طرف برأيه بأقوى مما كان. كانت مستاءة بأن والدتها لا تعترف سوى بالزواج لستر المرأة وضمان مستقبلها. ومن يلومها ولم تكن تدرك إن بإمكان المرأة العمل وضمان مستقبلها الاقتصادي مثلها مثل الرجل. فقبل عشرين عاما لم تتضح صورة المرأة العاملة ولم يكن هناك بوادر لوجود المرأة المستقلة التي تعتمد على نفسها.
    كانت امها ترى الوضع كما هوبالنسبة لأمرأة من جيلها، فإذا لم تكن تحت كنف زوجها فستكون تحت رحمة زوجات اخوتها على اعتبار أن امها وأباها لن يعيشا لها. كانت تقول لها إن الزواج يعني الاستقرار والأبناء الذين سيأنسون وحشتك ويملأون حياتك بأبنائهم ويضمونك اقتصاديا ويصرفون عليك عندما تكبرين ولا يبقى لك احد. كانت امها تتكلم بمعاناة عمر الستين وتراث اهلها ومعتقداتهم، وما كانت سارة ترى سوى كنه وجودها كله واحلامها وتدفقها الصاخب وقراءاتها الواسعة وآمالها العراض. وكانت ايضا جموحا ثائرة ترد بعصبية وعنف على من يناقشها ولا تدع مجالا لأحد بأن يهزمها في معتقداتها،وفوق كل ذلك كانت شخصيتها واضحة ودقيقة وتواجهية تسير نحوهدف محدد مضيء في حياتها يشهده الجميع. فكانت جادة مكبة على دراستها لا تلقي بالا للهوامش والسطحيات، وفوق كل ذلك كانت حكيمة تصدر احكاما جديرة بالاستماع، وعاقلة يمكن الرجوع اليها عند الخلاف والوثوق برأيها،لذلك كلما جاءها خاطب وحاولت الأم تحريض ابيها واخوتها للضغط عليها لم يتحالف احد معها. كان والدها يتجاهل تعليقات والدتها وثورتها احيانا على سكوتهم على ضياع البنت واحجامهم عن التدخل والتعاضد معها، لوضع سارة امام الأمر الواقع باعتبارهم ادرى بمصلحتها منها، حيث أن مكانها في بيتها وليس في الجامعة.. !!لم تنج سارة من ملاحقة امها وتعليقاتها حتى بعد ان انهت دراستها الجامعية وتوظفت في المؤسسة فما زالت الوالدة لا تعترف سوى ببيت العذل كمكان مناسب للمرأة تحت كنف زوجها،اصبح لسارة كيان اقتصادي من عملها واصبحت مسؤولة عن نفسها ولكن بنظر امها ظل هناك جزء هام ما زال ينقصها. وبعد التوظف توقف الخطاب عن التقدم وأخذت الأم تردد تيمة العمر. ارأيت.. ترفضين وترفضين الآن كبرت ولن يتقدم لك احد.
    هل يعتبر عمر الخامسة والعشرين عنوسة..؟؟ ما هذا يا امي..؟؟ فقط صلي على النبي.
    اللهم صلي عليه وسلم ولكن عندما كنت في عمرك كان لدي خمسة اطفال ولدى اختك ايضا خمسة،ما شاء الله عليك وانت تعدين السنوات وتعرفين متى انجبت ومتى انجبت ابنتك ايضا..؟؟ الله يخليلكم اولادكم ويبارك فيهم ولكن الزمن تغير،يا بنتي.. اسمعي الكلام.. لا ينفع الواحدة فينا الا عيالها وماذا فعلنا لك يا أمي غير وجع القلب انظري الى هذا المنزل لولاكم لما كان له نور
    لم تكن الأم تدرك بأن سارة لا يمكن ان تتزوج أي رجل، قد يكون انسانا جيدا، تحبه اسرته وتحترمه ولكنها لا يمكن ان تزف لإنسان لا تعرفه ولا تتصور انها يمكن ان تعاشر رجلا فقط لأنه عقد عليها. إنها مازالت تدين زواج الأمهات والجدات الذي تم وهن لا يدرين إلا وقد سقن كالنعاج الى رجال لم يعرفوهم ولم يقابلوهم ليصبحوا ازواجهم للأبد. كانت وما زالت تعتبره اغتصابا يتم تحت مظلة الزواج ولا يمكن ان يجبرها اي وضع على قبول ذلك إلا إذا اقتنعت بالشخص ورغبت بأن يكون زوجها وشريك حياتها وأب اطفالها ورفيق مشوار حياتها. هذا هوالزواج أما مجرد عرض نفسها في سوق العرض والطلب فهذا ما تأباه ولتكن عانسا فلهواشرف لها من عيشة الوضاعة والبؤس الدائمة مع شخص ربما لا تطيق الجلوس معه نصف ساعة فقط، ويدفعها للغثيان مثلما صادفت العديد من الرجال الذين يعملون معها ويصيبونها بالاشمئزاز من دناءة تفكيرهم وانحطاطه،كانت الاستعدادات يومها على قدم وساق لزواج آخر العنقود حسن. شقيقها الأصغر الرجل سيتزوج الا يعني ذلك بأنها كبرت..؟؟قالت لشقيقتها : إنه يتزوج مبكرا بالنسبة لأقرانه، فبعد مضي سنة ونصف على تخرجه يعتبر وقتا قياسيا حيث ينتظر الآخرون سنوات قبل الإقدام على الزواج. تعرفين إنهم يريدون تكوين انفسهم اولا.
    ردت عليها وضحة بتهكم :ترك ذلك لفتيات جيلكن، إنهن يردن تكوين انفسهن.. !!
    بنفاد صبر قالت سارة.. ما بالكم لا تفهمون الزواج ليس نهاية العالم وليس كل شيء في حياة الإنسان. هناك اولويات عليه تحقيقها اولا ليكون راضيا عن نفسه.
    وعندما فارقت والدتها الحياة بكت لأنها لم تهدئها وتطيب خاطرها عندما تظهر قلقها من عدم زواجها، وكيف كانت ترد عليها بعنف وضيق وتتشاجر معها وتستهزىء بمنطقها كلما أثارت الموضوع،ولا يعني ذلك إنه بوفاة والدتها تم اغلاق هذا الملف حيث أن وضحة استلمت الأمانة بحرص أشد من الراحلة ولا تفتأ تذكرها وتلومها في كل مناسبة، ولا تقبل كلمة إنه قسمة ونصيب ، بل كانت تعتبرها مسئولة عن تطفيش العرسان وبأنها مغرورة ولاتفهم مصلحتها وستندم ولكن بعد فوات الأوان.،كانت وضحة تعامل سارة كقرين لابنها العنيد خالد. فقد كانت لا تعرف كيف تتصرف معه وكان يربكها بمنطقه وقدرته على النقاش وتمسكه برأيه.

    وللأحداث بقية

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 8:00 pm